Thursday, March 29, 2007

النبــــــــــــــــوءة

من منا لم يقرأ مأساة أوديب أو هملت وغيرها من الروايات التي بنيت حبكتها الدرامية على النبوءة وكيف رسمت مستقبل أبطالها.. فهل حقا النبوءة تصنعنا أم نحن من نصنع النبوءة!؟
كلما قرأت إحدى الروايات التي يعتمد نسيجها الدرامي على النبوءة تتملكني فكرة واحده هي أننا من نصنع النبوءة وأن بيدنا أن نجعلها حقيقة او مجرد خيالات عرافين. إن إيمان الشخص بها يجعلها تسكنه وكأنها قدت منه .. توجهه وتحكم مساره ويظل مضطربا قلقا حتى تقع وتصبح جزءاً من الحقيقة
كذب المنجمون ولو صدقوا.. أجل حتى وإن حدث ما توقعوه فهم كاذبون لأنهم لا يعلمون الغيب .. كل ما هنالك أنهم يتوقعون. وكل منا لديه هذا الحدس .. أن يتوقع ما سيحدث .. ليس إدعاءا بمعرفة الغيب وإنما توقع مبني على معرفتنا بالحاضر والماضي. وقد يتحقق حدسنا هذا أو لا.. أما الأفراد الذين تحكمهم النبوءات فقد توغلت بداخلهم وكانهم عزموا على تحقيقها حتى وإن لم تكن في صالحهم.. إننا من نصنع النبوءة .. مازلت أؤمن بذلك.. مع الإيمان الكامل بإنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد.. ولكنه هدانا النجدين لنختار مصائرنا.. لن أخوض في مسألة القضاء والقدر.. إلا أن لدي قناعة بإننا نحن من نختار وإلا فما كان الثواب والعقاب
ولنعد للنبوءة .. هل تعلمون أني من هؤلاء الاشخاص الذين عاشوا لتحقيق نبوءه نبئوا بها (:؟
أجل.. أنا منهم لقد تنبأ لي شخص ليس من الدجالين ولكنه أحد حفظة كتاب الله العاملين به وأحسبه كذلك.. تنبأ لي قبل أن أدرك ما يدور حولي في هذه الدنيا.. سمعت ما قال ولم افهمه ورأيته ولم أعرفه ولم أعي ما قصده فلم اكن اتعدى العامين من عمري :) .. إلا أن والدتي رحمها الله زرعت نبوءته بداخلي.. غرستها بذرة وظلت ترعاها لتكبر وتملأ كياني.. هي حكت لي وأنا صدقتها فما عهدت فيها غير الصدق.. ولم تكتفي بإخباري وانما ظلت تذكرني بها دائما! وكأني بها تدفعني لتحقيقها لي ولها.. حتى أصبحت تلك النبوءة جذءا مني .. تدفعني دفعا.. تتحكم في قراراتي.. حتى أني لم أعد احتاج من يذكرني بها.. فهي لم تعد تغب عن خاطري.. وكأني عشت لتحقيقها.. أصبحت غايتي وهدفي وجعلت ما دونها خيالات واهنه لا تقوى على التأثير في حياتي
فهل حقا تستحق تلك النبوءه ما بذلت من أجل أن أمضي في طريق تحقيقها.. كم حاولت أن أن أتخلص من سطوتها .. ولكنها ملكتني فما عاد بوسعي سوى الاستمرار
فهل تتحقق وتحقق رجائي أم أني اسعى وراء سراب؟.. وهل تحققها سيجلب لي السعادة أم أني أسعى لشقائي؟.. وهل تستحق ما أضحي به من أجلها!؟ حقا لا أدري .. ولكني سأمضي قدما فلا سبيل للتراجع.. وأدعو الله أن يهديني للخير.. فلا تنسوني من دعائكم ، ولننتظر لنرى ماذا سيحدث
:) :)

No comments: